انتحـــــار

موضوع: انتحـــــار السبت يونيو 19, 2010 12:08 pm

انـتـحــــــار

منذ عدة سنوات قليلة وفي إحدى معسكرات
وكتائب الجيش الحربي حيث كنا نؤدي الخدمة العسكرية وكانت الكتائب والوحدات
العسكرية تطل علي بعضها لبعض وبأنهم يمكثون في بقعة واحدة فكانت هناك كتائب عديدة ووحدات عسكرية كبيرة لأسلحة عديدة منها المظلات والصاعقة والدبابات والدفاع الجوي والقوات الجوية التي جرت فيها جريمة القتل أو الانتحار كما ادّعي جندي المخابرات والتي ستعرفونها من خلال قصتنا هذه ويوجد بالمنطقة أيضا العديد والعديد من الأسلحة والكتائب وكانت المنطقة كلها منطقة عسكرية لم يكن بها سكان مدنيون إلا قبيلة عربية قليلة العدد تسمي بقبيلة " عرب زايد " بمنطقة تسمي عقادة فكان بهذه المنطقة هناك مكتب أمني مسؤول عن أمن وأمان هذه المنطقة والمسؤول الأول عن استخبارات وتحريات الكتائب وباقي الوحدات العسكرية كان مكتب المخابرات هناك حيث انه يقوم بعمله ليلا مع نهارا لا يمل ولا يكل وعند حدوث كارثة أو جريمة أو حادثه ..
تقوم إدارة المخابرات المتمثلة هنا في مكتب مخابرات مكوّن من ضابط وعشرة جنود وصفين ضباط كانوا يقومون بعملهم علي أكمل
وجه دون تقصير أو إهمال في العمل والتحري المطلوب فكانت الكتائب وكل الوحدات
يهابون بالطبع مكتب المخابرات لأنهم يملكون السلطة في القبض علي كل متهاون في
وحدته العسكرية أو كل متهرب من خدمته أو كل مشكلة تحدث في الجيش الحربي فكثيرا ما كانت تحدث سرقة أو شجار بين جنديان أو ضابطان أو ضابط وجندي أو ضابط ومن يرأسه والكثير والكثير من هذه الأمور ولكن الشئ المؤسف والذي كان عجيبا وكاللغز يصعب حله....جريمة القتل أو جريمة الانتحار التي وقعت أحداثها بإحدى كتائب القوات
الجوية وتسمي وحدة المطار العسكري بمنطقة عقادة حيث أن هذا المطار العسكري به
مجموعة كبيرة من الضباط والصف ضباط وعدد كبير جدا من الجنود الذين يؤدون خدمتهم بالساعات الطوال في الصحراء المشمسة الحارة والشديدة الحرارة أثناء نهار الصيف والمظلمة والعتماء في الليل وشديدة البرودة في فصل الشتاء .
فكان عدد كبير من الجنود يخرجون بأسلحتهم يقفون الساعات والساعات يؤدون الخدمة فكان الوقت كبيرا وعدد ساعات الخدمة بمثابة شهور من الحياة المدنية خارج الحدود الحربية والمستوطنات العسكرية .

فكان الجندي يقف بالثماني ساعات والعشر ساعات مع العلم أن أكثر مدة لتبديل الخدمة والوردية هي أربع ساعات فقط أو ربما ساعتان فقط فما بالك بجندي يقف كل هذه الساعات التي تجعله يمل ويكل وتجعله يبحر في عالم الفكر والخوف والوحدة والظلمة التي أشبه بظلمة القبر
تخيلون معي وسأترك لكم التخيل بضع ثواني وأنتم تتأملون موقف الجندي حينذاك سأترككم بعض الثواني القليلة .............؟

والآن بعد مضي الثواني ماذا قد شاهدت
وتخيلت عزيزي القارئ أتصورت حقيقة الموقف المخيف والساعات الطوال في الليل المعتم لا قمر ينير لك الدنيا ولا مصباح يضاء لك حتي يفسح عنك بعض الظلام الذي يكاد أن يقتلك ... لكل قارئ طبعا تخيله الخاص ووضع نفسه مكان جندي يقف بسلاحه الساعات الطوال ولكن نعود إلى جريمة القتل والتي أثار جندي المخابرات بعد غلق ملف هذه الجريمة بأنها جريمة انتحار والمسؤول عنها كتيبة المطار وكل القادة حينذاك . حيث
كان جنديا يدعي " كريم " الذي اصبح بعد ذلك غير كريم بنعم الله وكفر به
وقتل نفس حرّم الله عزوجل قتلها ؟ قتل
نفسه منتحرا ليموت كافرا بالله وليكن مصيره معروفا.... النار ولعياذ بالله . وحيث
انه وبعد عودته من إجازته وبعد مكوثه في كتيبته
ما يقرب من يومين متتاليين وعاد إلى ما كان عليه يقف بالساعات الطوال يؤدي
الخدمة وعندما جرت الواقعة والجريمة ....فمن القادة ومن الجنود منهم من يقوم
بتأليف قصص وروايات وأفكار وغرائب ليضللون الحقيقة عن المخابرات منهم من قال انه أتي من إجازته بعد أن قام بقطعها ولم يكملها حيث انه وجد حبيبته وخطيبته قد تزوجت من آخر ومنهم من يقول أن والدة توفي والكثير من الروايات التي لا نعلم أيا كانت منهم الحقيقة ذهب رجال المخابرات ووجدوا " كريم " القتيل ملقي علي سلاحه
ميتا وكأن سلاحه يسنده من الوقوع وهذا ما شاهدته الأعين
وعندما استعدي رجال المخابرات بالطب
الشرعي وجد أن الشاب بطلق ناري من سلاحه مات علي أثرها في الحال وبعد التحري
والكشف الطبي واستدعاء مجموعة كبيرة من الضباط
والجنود للتحقيق معهم في الواقعة نكروا انهم رأوا أي شئ وقالوا أنها حادثة انتحار
وهي بالفعل حادثة انتحار لكن هل ننتسب للمنتحر جريمة انتحاره هذا ما اكتشفه جندي
المخابرات بعد ذلك ولأن كل جندي يقف خدمته ويأخذ سلاحه ويستلم خزنتين من الزخيره
إحداهما فارغه والأخرى بها ثماني وعشرون طلقه منها طلقة كاشفة يطلقها الجندي أو
العسكري لو شعر بتوتر وقلق وحركة مثيرة وغريبة من حوله يطلقها لتنير له أمامه
وخلفه حتي يري ويشاهد ما يحدث وعندها يطلق الطلقات الحية وهذا واجبه العسكري ولكن عند الكشف والتحري اكتشف أن الخزنة التي وضعت بالسلاح انما هي الخزنة الفارغة وهذا صحيحا ولكن عند عد وحصر الطلقات اكتشف أيضا أن طلقة نارية حية قاتلة قد فقدت ولا اثر للظرف الفارغ... الذي دفن بالرمال الغزيرة ولا اثر له ولكن طلب رجال المخابرات من أحد الجنود بتمثيل الواقعة أمامهم وأمام الطب الشرعي والمسؤولون يتداركوا ويتأملوا كيف وقعت هذه الجريمة وكيف قام القتيل بفعل هذا أخذ " كريم " طلقه حية من الخزنة المليئة بالرصاص والطلقات ووضعها في الخزنة الفارغة وأعاد الطلقة الكاشفة مكانها في الخزنة المليئة وبهذا قد تمت جريمة القتل أو جريمة "الانتحار لمسماها الحقيقي والبليغ" وبعد أن قاموا رجال الحربية باستخراج تصريح الدفن في موطنه وبعد أن دفن قاموا في الكتيبة وأمام مرأى ومسمع الجميع تم إعدام الجندي وهنا الإعدام يتمثل في إطلاق النار علي الزي العسكري الذي كان يرتديه الجندي ولم يكتفوا بانتحاره وقتله نفسه . ولم يتداركوا أن هذه الجريمة حدثت
نتيجة الإهمال والتقصير وعدم السؤال وعدم الاهتمام بكل جندي وطيلة فترة الخدمة
ومللها وكئابتها ومكوثه في الليل المظلم والشديد السواد وربما من غير طعام أو زاد
أو ماء يروي عطشه ربما . وربما هذا ما كان وما أدي به قتل نفسه وهذا ما قاله جندي
المخابرات الذي تأثر بالواقعة وأخذ يحلل ويفسر ويفكر في الأسباب التي أدت به إلى
ارتكاب هذه الجريمة البشعة والتي أثارت ضجة كبيرة للمسؤولون مما خرجت القرارات
الجديدة بتدعيم المناطق المظلمة بالأضواء الكاشفة وبمحركات الديزل الكهربائية لتساعدهم علي الرؤية وساعات الخدمة لم تزد عن ساعتين وتتغير الورديات وملاحظين ومراقبين من الصف الضباط يقومون بالتفتيش وملاحظة
تأدية الخدمة وهذا لمساعدة الجندي ومواساته والاعتناء به واستخراج خدمة مشرفة
والعمل الجيد

ولكن في النهاية مات الجندي ووقعت
جريمته ولم يبالي الجيش بما حدث لأنها حادثه عادية تحدث باستمرار وغيرها الكثير
ولم يبكي الجيش يوما علي فقد جندي من جنود الوطن ولكن الأهل هم الذي استشعروا هذا الفقدان وزملائه وأصدقائه الذين أحبوه وربطتهم صداقة شديدة وصلة قوية بينهم . ولكن مات كريم منتحرا ومصيره عند الله .... وندعو الله له والله غفور رحيم

***************************************

أحداث هذه القصة جرت علي أرض الواقع منذ سبع سنوات ماضية

أما عن كاتب هذه القصة هو جندي المخابرات صاحب التغير والتطوير إلى الأفضل في كتيبة المطار وتبديل بعد القوانين لدي الكثير من الوحدات العسكرية بعد ذلك وبعد أقواله واكتشافه أسباب الانتحار ومن المسؤول الأول والأخير عن انتحار الجندي " كريم "

وهذا الجندي هو أنا كاتب القصة / سليم عبد الباسط

أرجو أن أكون قد استطعت سرد القصة
وإخراجها لكم بصورة جيده

فلكم تحياتي

موضوع: رد: انتحـــــار السبت يونيو 19, 2010 3:31 pm

ياه عليك يا سيد سليم يا مديرنا الغالي يا شاعر ياكبير يا كاتب القصص القصيرة
بجدارة ولا أروع والله القصة جميله ومؤثرة ومحزنة والمؤلم انها واقعية وأود ان أشكرك عن عدة أشياء أولا أنك كنت الجندي الجميل جندي المخابرات صاحب التغير الرائع وصاحب
تطوير بعض قوانين الوحدات كما قلت في قصتك وانك واحد من شواهد العيان لتلك الجريمة
وثانيا اشكرك أنك استطعت بالفعل عزيزي أن تسردها لنا وكيف لا تستطيع سردها وأنت الكاتب الكبير الجميل المبدع المتألق دائما
لك عزيزي كل الشكر علي قصتك وتأليفك الجميل وموهبتك دامها الله عليك
مشكووووووووووووووور الف شكر

سردك للقصة جميل يا فنان وهايا بجد
نحن فخورون بك وبموهبتك العملاقة من شعر وقصائد
وكتابة القصة القصيرة جميل وبارك الله فيك يا فنان
لك تحياتي

الله علي القصة يا سليم بجد برافو عليك
قدرت ازاي تسردها بإمتاع كبير
بارك الله فيك

موضوع: رد: انتحـــــار السبت يونيو 26, 2010 10:22 am

بسم الله ما شاء الله
احلي من القصة الاسلوب في الكتابة والتشويق فعلا قصة ممتعة واكثر من رائعه بالتوفيق ومن نجاح لنجاح وننتظر المزيد من الروائع بجد مش مجامله