سليم عبد الباسط سليم مـديـر الـمـنـتـدي
عدد المساهمات : 473 نقاط : 1073 تاريخ التسجيل : 09/04/2010 العمر : 42 الموقع : https://saleem.hooxs.com
| موضوع: حـكــايــة " الحاج محمود " الثلاثاء مايو 18, 2010 5:36 pm | |
| حـكــايــة " الحاج محمود "
قصة جديدة تروي حياة أب جميل . طيب . هو إنسان بالفعل إنسان بمعني الكلمة إنسان لم يختلف عليه اثنين أب مثالي جدا وطموح يعمل ويجتهد ويكد ويتعب . وكان فقيرا . يأكل من عرق جبينه لا يمُد يده لأحد حتي يطعم نفسه وأهله بل ولكن كان يشقي ويتعب ويشرب المُر بل والمُر مرارا ومرارا ولا يسمح بالمذلة لا يسمح أن يكون عالة ً علي غيره أو يجني المال عن طريق غير شرعي . لا , بل وكان رجلا يعرف ربّه جيدا وصلته به طيبه حسنه . كان يـُصلي كل فرائضه ويصوم ويفعل كل ماهو حسن وخير . كان يعمل عملا شاقا فكان يتعب ويكد ويشقي فيه حتي يأتي ويجني قوت يومه هو وأسرته . كان رجُلاً بسيطا . أباً طيـّباً بكل معاني الطيبة . كان كل ما يهمه هو عيشته الميسورة الكريمة . وكان أكثر ما يهمه ويعمل ويجتهد ويتعب ويشقي من أجله إنما هم أولاده كان له من زوجته الطيبة ربة المنزل الحنونة ثلاثة أبناء وهم . ( ماجد – ومحسن – وفاتن ) كانت الأم التي أنجبت هؤلاء مريضه تقاوم مرضها ولا تجد من يعالجها كان الأب "الحاج محمود " يعمل طوال يومه حتي يأتي بدواء هذه الأم كان يجعل نصف ماله لدواء زوجته أمُ أبنائه . والنصف الأخر لإطعامهما والإنفاق علي تعليم أولاده . ولكن لم تدُم حياة الأم طويلاً بل وتوفت اثر مرض اشتد عليها . أكد كل الأطباء أنها تحتاج لإجراء عمليه جراحية . ولكن لم يكن مبلغ هذه العملية بالهيّـن . بل وكان مبلغاً مالياً كبيراً لا يستطيع هذا الأب أن يأتي به أو يجنيه من شقاه وتعبه, ؛ ولكن وقف عاجزاً مكتفاً الأيدي لم يكن بإمكانه أن يفعل شيئا ولكن إرادة الله قد أتت وكـُتـبـت . وتوفت الأمُ الحنون الراعيةُ لزوجها وأبنائها . وتركت من ورائها مسؤولية لم تكن سهله لم تكن هـيـّنـة لم تكن مسؤولية بسيطة كيفما يتخيلها الكثير من الناس .. ولكن مسؤولية صعبه . وإنما هي تربية الأولاد .. أصبح " الحاج محمود " . هو الأب والأم في نفس الوقت . أصبح المسؤل الأول والأخير في رعاية وتربية أولاده . توفت الأم وتركت أولادها التي كانت تأمل أن تراهم يكبرون أمام أعينها وتري منهم ما هو طبيباً . وضابطاً . ومهندساً . ولكن لم يدم لها العمر لتري وتلمس ما تمنته وحلمت به . وهذا ما كان . أو جعل الأب الطيب "الحاج محمود " .. يجتهد ويشقي أكثر مما كان يشقي .. ليحقق أمنيته في أولاده والتي تمنتها قبله زوجته الحنون . ربّي أولاده وكبّرهم وعلـّمـهـم وزرع بداخلهم المحبة والألفة والمودة , جعلهم يحبون بعضهم ويخافون علي بعضهم لا يحبّون أنفسهم .لا يتفرق الأخ من أخيه . أو تبتعد الأخت عن أخيها .. كان الأب لا يفرّق بين صغيرٍ أو كبير. كلهم سواء .... كبُر "ماجد " الذي تمنته أمّه وأباه أن يصبح ضابطا . وأصبح بالفعل كما تمنوا .... و"محسن "الذي أصبح طبيباً جراحاً كبيراً مشهوراً . الذي كان يأمل أباه أن يكبر قبل أوانه إن أمكن حتي يعالج أمه . ولكن كبر "محسن " وأمه لم تكن موجودة بينهم لتراه طبيبا . "وفاتن " الجميلة . التي أصبحت مهندسه والذي كان يأمل والدها أن تخطط وترسُم مسكنهما الجديد حتي يعيشون فيه . وتمضي الأيام وتمُر السنوات ويتزوج كلاً من " محسن وماجد وفاتن " والمنزل هو المنزل لن يتغير ولن يتجدد ... لم يتم إعادة بنائه أو تغيير جدرانه . الوضع تبدّل وتغير ., والحال لم يبقي هو الحال . والنفوس لم تبقي هي النفوس . الحب الذي تحوّل حباً للنفس وحباً لجمع المال وحب المصلحة .أصبح فوق كل شئ وفوق كل اعتبارات. وانتهت الألفة وماتت المودة . وانقطعت الصلة بينهم وبين أبيهم . لا يبقي سوا " الحاج محمود " أباهم هو الذي لم يتغير حاله ولم تبدّله الأيام وحاله بقي علي ما نشأ وبدأ عليه وبه . كان يجب عليه هو دائما وما فرُض عليه حينما قصّر أبنائه في حق زيارته ولكن كان يذهب لزيارتهم بنفسه . فكانوا يستعارون منه .. كانوا يتوارون منه .. كانوا يدخلونه من الباب الخلفي حتى لا يراه أحد .. ولكن هما قد نسو والدهم وتجاهلوه وكأنهم لم يعُد لهم أبا قام بتربيتهم وكبّرهم وعلمّهم وأنفق عليهم من شقاه وتعبه حتي أصبحو هكذا .. أصبحو أصحاب مناصب وأصحاب عقارات وعمارات وأطيان وأملاك وخلافه .. لم تفكر المهندسة التي أصبحت تملك من العمارات الكثير . هل فكرت أن تأتي بأبيها لتسكنه في احدي شقق عماراتها . بالطبع لا ؟ هل فكّر "ماجد" ضابط الشرطة أن ينفي التهمه التي توجت لأبيه حينما تمت سرقة منزل " حماه" والذي كان يعمل ضابط الشرطة " ماجد " تحت رعايته وقيادته واتهم أباه ظلما أمام عينه لأنه كان يأتي لزيارتة. ولكن خاف "ماجد" أن يفقد منصبه . خاف علي نفسه وزوجته خاف من كل هذا الثراء الذي يعيش فيه .. وهو يعلم جيدا الحقيقة ولكن أخفاها وسكت عن الحق حتي لا يزول هذا الثراء من بين يديه حتي لا تزول نعمة وليّه وقائده . عَماه الطمع والجشع عَماه حتي عن الدفاع عن والده ونسي انه أباه الذي قام بتربيته وانفق عليه حتي أصبح هو في مكانته هذه . ودخل الأب الحنون الطيب السجن بعدما نُسبت له تهمة السرقة ظلماً وعدواناً .. مما أفقدته هذه المصيبة وهذه التهمه وصدمته في ابنه الضابط صحته .. مرض الأب كثيراً . ولكن عند ظهور وبيان الحق تم الإفراج عن هذا الأب الطيب الحنون الذي دارت عليه الأيام وخانته ثقته بأولاده . تبدّل الحال وتغير . ولكن هل شُفي الأب ؟ لا ... بل واشتد المرض عليه . وازدادت آلامه ,, كان الأطباء يأتون لعلاجه ولكن لم يكن ابنه الطبيب " محسن " من بينهم . ولكن كان حتى يُـتـم شفاه . لابد وأن تـُنـقـل له كُـلي حتى تعود له الحياة من جديد . وهل من متبرع وهل من أولاده من يقوم بالتبرع عن إحدى كليتيه لأبيه ؟ ... لا ... ولكن من تقلبات القدر . أن تمرض زوجة الطبيب " محسن " بنفس مرض أبيه و الغريب والمحزن . عندما احتاجت زوجته لنقل الكـُلي قام مسرعاً بالتبرع بإحدى كـُليتيه لزوجته . فضّـل زوجته عن أبيه الذي ربّاه وكبّـره وعلـّمه .حدثته نفسه أن أباه كفاه عُمرا . فيا لها من حقارة ويا لها من طامة كبري .. وفظاظة الأبناء عندما يموت ضميرهم وتنعدم مروأتهم ويجحدون ويتجاهلون وينسون أهليهم . ويفضّـلون زوجاتهم . ومناصبهم وسلطانهم ومالهم عن ملذة النظر لوجه الله عندما يلقون ربهم وهم طائعون لوالديهم . ولكن تمضي الأيام ويتوفى الأب إثر صدمته في أولاده يتوفي بعد أن كد وتعب وكبـّر وعلـّم وأنفق ... ولم يشأ له القدر أن يجني ثمار ما زرعه في أولاده . ومات الأب" محمود" .ورحل عن دنيا أولاده وهل لأولاده مرجع ومتاب . وكيف ذلك وبعدما فقدوه كما فقدوا والدتهم من قبل. ( لا حياة لمن تنادي ) لا يبالون بما فعلوه في حق أبيهم هذا , هل أدمعت أعينهم . هل حزنت جباههُم . لا بل وراحو يقترفون مستغرقين في خطاياهم وعصيانهم لأنفسهم قبل أي شئ . وان ندموا علي ما فعلوه في حق أبيهم . هل يستطيعون عودته للدنيا . هل يستطيعون رضاه . أو رضي ربهم . قد فات الأوان بالفعل . ومات الأب . ولن يعود . وماتت قلوبهم بعدما جحدت وكفرت بطاعة الله.. وبطاعة والدهم ولن تتوب ... ومات الأب " محمود" بعدما ماتت ثقته فيما أنجب وربّي .وبعدما باءت تربيته لهم بالفشل . وعادت إليه سلباً .. زرع وأثمر ولكن يوم الحصاد لم يكن كيفما توقع وتمني... ومات الأب "محمود" ومات كل شئ كان جميلا ..
ولكن تبقي العظة من تلك القصة ويبقي هدفنا ويبقي المغذي من وراء هذه القصة .. فهل من متعظ وتائب وطائع لوالديه .. هذا ما نتمناه في نفوس الأبناء جميعا .....
ولكم تحياتي
كاتب القصة * سليم عبد الباسط
| |
|
وفاء رئيسة قسم "ســت البيـــت "
عدد المساهمات : 85 نقاط : 193 تاريخ التسجيل : 25/04/2010 الموقع : saleem.hooxs.com
| موضوع: رد: حـكــايــة " الحاج محمود " الثلاثاء مايو 18, 2010 10:00 pm | |
| قصه فعلا مؤاثره قصه رائعه يا استاذ سليم تعلم الانسان ان يخلص لوالديه اللي تعبو في تربيته شكراعلي القصه الرائعه
| |
|
صقر الصعيد نائب مديـر المنتـدي
عدد المساهمات : 147 نقاط : 250 تاريخ التسجيل : 17/04/2010 العمر : 39 الموقع : saleem.hooxs.com
| موضوع: حكاية الحاج محمود الثلاثاء مايو 18, 2010 10:25 pm | |
| فعلا قصه جميله الله ينور عليك وبذات انها فى حق الوالدين
تحياتى | |
|
سليم عبد الباسط سليم مـديـر الـمـنـتـدي
عدد المساهمات : 473 نقاط : 1073 تاريخ التسجيل : 09/04/2010 العمر : 42 الموقع : https://saleem.hooxs.com
| موضوع: رد: حـكــايــة " الحاج محمود " الأربعاء مايو 19, 2010 10:39 am | |
| شكرا اختي وفاء وكل الشكر لأخي سفير الكلمات القصة قصتي بالطبع ولكني تأثرت بها جدا وتأثرت كلما قرأتها
| |
|
عاشق السهر مـشــرف عـــــــام الـمـنـتـــدي
عدد المساهمات : 148 نقاط : 234 تاريخ التسجيل : 20/04/2010 العمر : 36 الموقع : www.asheqelsahar.ucoz.com
| موضوع: رد: حـكــايــة " الحاج محمود " الأربعاء مايو 19, 2010 1:14 pm | |
| كم رائعة الرواية والاروع المغذى منها حقا يارفيقى حينما تموت القلوب ينتهى كل جميل فى الحياة ومن لم يكن له خيرا فى والديه لن يجد الخير طيلة حياته ولن استطع التعليق الا بكلمات من الهدى المختار من كتاب المولى وفى محكم أياته .. بسم الله الحرمن الرحيم " وقل ربى إرحمهما كما ربيانى صغيرا " صدق الله العظيم ... هل جزاء الاحسان الا الاحسان ،، هل جزاء من ربى وكبر ان يترك ويهجر نعم انها لنعم الموعظة وجزاك الله خير عن كل قارئ للرواية ،،، وتحياتى لك ولروياتك الرائعة | |
|